منتديات الاسرار المخفية والعلوم الجفرية للشيخ عبد الامير البديري
مرحبا بكم زائرينا الكرام في منتدى الاسرار المخفية للشيخ عبدالامير البديري فأهلا وسهلا بكم ان كنت زائرا يرجى التسجيل لكي تتصفح المنتدى تحياتي لكم

الجن والمرض النفسي 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الجن والمرض النفسي 829894
ادارة المنتدي الجن والمرض النفسي 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الاسرار المخفية والعلوم الجفرية للشيخ عبد الامير البديري
مرحبا بكم زائرينا الكرام في منتدى الاسرار المخفية للشيخ عبدالامير البديري فأهلا وسهلا بكم ان كنت زائرا يرجى التسجيل لكي تتصفح المنتدى تحياتي لكم

الجن والمرض النفسي 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الجن والمرض النفسي 829894
ادارة المنتدي الجن والمرض النفسي 103798
منتديات الاسرار المخفية والعلوم الجفرية للشيخ عبد الامير البديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

قائمة اسماء المشرفين
قائمة اسماء المشرفين 1-( المشرف العام للمنتدى (يامهدي
المراقبين
اسماء المراقبين 1- ابو شامة 2- samir 3-call my name
المواضيع الأخيرة
»  رمل إستخراج الكنوز و الدفائن
الجن والمرض النفسي Icon_minitime1الجمعة أكتوبر 28, 2022 11:10 pm من طرف السيد المبروك

» من بسائط علم الرمل الأولية
الجن والمرض النفسي Icon_minitime1الإثنين أكتوبر 24, 2022 7:04 pm من طرف السيد المبروك

» بيان ما يحتاج اليه الرمل قبل ضرب المسألة
الجن والمرض النفسي Icon_minitime1الإثنين أكتوبر 24, 2022 6:53 pm من طرف السيد المبروك

»  من ثمار علم الرمل
الجن والمرض النفسي Icon_minitime1الأحد سبتمبر 18, 2022 11:36 am من طرف المنصور بالله

»  الطريقة الكاشفة في الرمل
الجن والمرض النفسي Icon_minitime1الأحد سبتمبر 18, 2022 11:13 am من طرف المنصور بالله

» لمعرفة الحق من الباطل
الجن والمرض النفسي Icon_minitime1الأحد سبتمبر 18, 2022 11:10 am من طرف المنصور بالله

» لأستخراج الملك من الأسم وطريقة القسم عليه
الجن والمرض النفسي Icon_minitime1الإثنين يوليو 11, 2022 11:55 am من طرف نصير العزاوي

» قرعة الرمل افضل واسرع و طريقه للكشف عن امور المستقبل مثل الزواج العمل و امور اخرى
الجن والمرض النفسي Icon_minitime1الجمعة يونيو 10, 2022 4:47 pm من طرف انور السادات

» طلسم محبه لاينام صاحبه
الجن والمرض النفسي Icon_minitime1الأحد مايو 08, 2022 6:54 am من طرف الجفيري

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 16 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 16 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 373 بتاريخ الأربعاء أكتوبر 19, 2016 12:01 am
تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المدير العام - 7164
الجن والمرض النفسي Poll_rightالجن والمرض النفسي Poll_centerالجن والمرض النفسي Poll_left 
المشرف العام samir - 1755
الجن والمرض النفسي Poll_rightالجن والمرض النفسي Poll_centerالجن والمرض النفسي Poll_left 
المشرفة البراءة - 1213
الجن والمرض النفسي Poll_rightالجن والمرض النفسي Poll_centerالجن والمرض النفسي Poll_left 
بسمتى - 922
الجن والمرض النفسي Poll_rightالجن والمرض النفسي Poll_centerالجن والمرض النفسي Poll_left 
rayan - 781
الجن والمرض النفسي Poll_rightالجن والمرض النفسي Poll_centerالجن والمرض النفسي Poll_left 
يامهدي - 745
الجن والمرض النفسي Poll_rightالجن والمرض النفسي Poll_centerالجن والمرض النفسي Poll_left 
المراقب العام محسن - 709
الجن والمرض النفسي Poll_rightالجن والمرض النفسي Poll_centerالجن والمرض النفسي Poll_left 
الملاك الحالم - 624
الجن والمرض النفسي Poll_rightالجن والمرض النفسي Poll_centerالجن والمرض النفسي Poll_left 
المشرفة كوكه - 601
الجن والمرض النفسي Poll_rightالجن والمرض النفسي Poll_centerالجن والمرض النفسي Poll_left 
المشرفة السّنبلة - 451
الجن والمرض النفسي Poll_rightالجن والمرض النفسي Poll_centerالجن والمرض النفسي Poll_left 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 7001 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Hala jebyn فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 32790 مساهمة في هذا المنتدى في 7175 موضوع

الجن والمرض النفسي

اذهب الى الأسفل

حصري الجن والمرض النفسي

مُساهمة من طرف المدير العام السبت يوليو 09, 2011 2:23 am



الوصمة المدموغ بها المرض النفسي تعود أساساً للاعتقاد السائد لدى عامة الناس ونسبة غالبة من علماء الدين الإسلامي إلى أن المريض النفسي متلبس بالجن، أي يسكنه جن أو شيطان، أو على الأقل تحت تأثير السحر أو العين أو الحسد. وقد ساعدت وسائل الأعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة بدون أن تدرى في دعم هذا الاعتقاد بإفساحها المجال لمن يؤمنون بهذا الاعتقاد لإبداء آرائهم بقوة مدعمين هذه الآراء بآيات قرآنية و أحاديث نبوية وروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم. والجدير بالذكر أن هنالك عدد ليس بالقليل من علماء المسلمين لا يؤيدون هذا الاعتقاد وهو دخول الجن بدن المريض إلا أنهم يحجمون عن إبداء آراءهم خوفاً من نعتهم بالكفر أو الزندقة.
نسبة لهذا الاعتقاد السائد فإن هنالك أعداد كبيرة من المرضى النفسيين يقصدون الشيوخ والمطوعين الذين اشتهروا بعلاج التلبس وإزالة اثر السحر والعين والحسد ويدفعون أموالاً طائلة توقعاً للشفاء بأساليب متنوعة اشتهر بها هؤلاء المعالجين سنأتي على ذكرها لاحقاً. الغريب في الأمر أن هؤلاء المعالجين ليس لديهم وسائل تشخيص محددة، بل يؤكدون لكل مريض يقصدهم بأي نوع من الأعراض النفسية المتعارف عليها عالمياً بأنها من فعل السحر أو العين أو الحسد أو الشيطان. وأغلبية المرضى الذين يراجعون الأطباء النفسيين يذكرون أنهم تعالجوا لفترة عند هؤلاء الشيوخ وآثروا في النهاية مراجعة الطبيب النفسي بعد أن ساءت حالتهم الصحية أو لأنهم فطنوا أنهم ضلوا الطريق.

في مجتمعنا الشرقي والإسلامي اعتقد أن أغلبية الأطباء النفسيين لا يمانعون إطلاقا عندما تسمح حالة المريض من أن يقرأ عليه قرآنا أو أدعية لأن من المؤكد أن هذه الوسائل التي هي جزء من مكونات المريض العقائدية تساعد على دعم وتسريع العلاج الطبي من ناحية الإيمان بقضاء الله وتقبل أرادته مع توقع استجابته لصلواتهم وادعيتهم لرفع البلاء عنهم. ولكن من المهم أن لا يتدخل المطوع أو الشيخ في العلاج الطبي أو محاولة تنفير المريض أو أهله من متابعة العلاج لأن عددا كبيرا منهم لا يؤمن بأي دور للطب في العلاج .

الاعتقاد بتلبس الشيطان للإنسان كان سائدا في ما نطلق عليه الدول المتقدمة الآن في القرن الماضي نسبة لاعتقاد الكنيسة في الأمر، إلا أنه نتيجة للنهضة العلمية وانحسار تأثير الكنيسة فأن هذا الاعتقاد يكاد يكون قد اندثر، ومن يقول به الآن يعتبر كمن يؤمن بالخرافات.
نبذة تاريخية
لوحة تعود الى القرن الخامس عشر تظهر الجن وهم يحاولون اغواء احد القديسين

الاعتقاد بمسؤولية الأرواح الشريرة عن الأمراض مهما كان نوعها قديم من الأزل وقد كانت القبائل البدائية في التاريخ الأول تعزى أي مصيبة تحل بالقبيلة من أوبئة وكوارث طبيعية وقحط ومجاعات إلى هذه الأرواح الشريرة إن لم تكن من فعل آلهتهم الغاضبة والمعاقبة لهم. وبالمقابل توجد أرواح طيبة مثل أرواح أسلافهم يلجأ إليها أطباؤهم لإلهامهم ومساعدتهم في التخلص من عبث الأرواح الشريرة مع درأ آثار الكوارث والأوبئة ومساعدتهم في التغلب على أعدائهم.

كانت هذه الأرواح تفوق الخيال في" مسيبوتيميا القديمة" وكذلك كان الحال في" بابيلونيا القديمة" وقد كان للكهنة طقوس معينة يطردون بها هذه الأرواح من أبدان المرضى تشمل الصلوات وإطلاق البخور والأدعية للآلهة وفي بعض الأحيان تحدى هذه الأرواح وأمرها بالخروج.

كتب الهندوس المقدسة" فيدا" التي وضعت سنة ألف من قبل الميلاد تحدثت كذلك عن هذه المخلوقات الشريرة وكذلك كان الحال في بلاد فارس في القرن السادس قبل الميلاد. الكتب التي ترجع لهذه الحضارات تتحدث أيضا عن طقوس لطرد هذه الأرواح بواسطة الصلوات والمياه المقدسة.

ذكر أن" هومر" قد تحدث مع الشيطان، أما" سقراط" فقد وصف المجنون بالذي تحت تأثير الشيطان. وكذلك أكد " أفلاطون".

اشتهر الرومان بطقوس خاصة يلعب الجنس والخمر دورا كبيرا فيها وذلك لتلبيس أنفسهم بالشيطان عن طريق دخوله أبدانهم وذلك في حفلاتهم الصاخبة. وانتقلت هذه إلى اليونان القديمة لاحقاً.

التقاليد" الشامانية" تعتقد أن الأرواح الشريرة والشيطان مسئولة عن سرقة أرواح المرضى والحلول محلها محدثة مرضه، ويترتب على المعالج الذي يطلق عليه اسم "الشامان" البحث عن هذه الروح المسروقة واستعادتها لصاحبها بعد طرد الروح الشريرة لكي يشفي المريض.

إلى يومنا هذا نجد هذا الاعتقاد" الاستحواذ بالأرواح" منتشرا ليس فقط في دول العالم الثالث بل بين مجموعات في الدول الغربية المتقدمة التي فيها من يؤمن بتناسخ الأرواح، اى أن بعض أرواح الموتى التي كانت تعانى في حياتها أو لحظة مفارقتها للحياة بدلا من أن تصعد إلى السماء تحوم حول الأرض لتحل في جسد جديد محدثة لصاحبه معاناة نفسية وجسدية هائلة. ونتيجة لهذا الاعتقاد فقد انبرى عدد كبير من المعالجين الروحانيين لتخليص هؤلاء المرضى من هذه الأرواح بطقوس خاصة بهم. والجدير بالذكر أن بعض المعالجين النفسيين المعاصرين ابتكروا أسلوباً من العلاج النفسي أسموه "علاج الخلاص من الأرواح". وهذا العلاج غالبا ما يكون تحت التنويم. وهو مشابه لحد كبير لأساليب المعالجين الروحانيين والتي تعتمد لحد كبير على استغلال المعتقدات الخاصة بالمريض.
وسوسة الشيطان للإنسان
يوجد اعتقاد كبير لدى المسلم بوسوسة الشيطان للإنسان لإغرائه لمخالفة ربه ويدلل على ذلك بقوله تعالى "من شر الوسواس الخناس. الذي يوسوس في صدور الناس". فالوسوسة فسرت على أنها الصوت الخفي الذي لا يحس فيحترز منه أو الإلقاء الخفي في النفس. وقيل أن الوسوسة غالبا ما تكون كلاما يكرهه الموسوس و ذلك يؤدى إلى صرعه. وقد تكون الوسوسة كلاماً تميل إليه النفوس والطبع، كالرغبات والأماني المكبوتة التي لا يستسيغها العقل. وقد قيل في بعض كتب التفسير أن الشيطان يدخل جسم ابن آدم لأنه جسم لطيف أو رقيق ليوسوس له اى يحدث النفس بالأفكار السيئة التي تقود إلى المعصية. ويستدل على ذلك بالحديث الشريف " أن الشيطان يجرى في الإنسان مجرى الدم."

العلم الحديث يعطى شرحاً آخر لهذه الوسوسة التي يعانى منها كثير من المرضى النفسيين لا دخل للشيطان فيها وسنأتي على ذكرها لاحقاً بمزيد من التفصيل في الجزء الثاني من هذا المقال.
أمراض عقلية:
“mental illnesses”

مرض الفصام:
مرض عقلي معروف عالمياً ويمكن تشخيصه بسهولة والسيطرة على إعراضه بمضادات الذهان.
المريض باختصار يفتقد إلى البصيرة والاتصال بالواقع وتتكون لديه معتقدان خاطئة أو توهمات قد يكون منها انه نبي مرسل لهداية البشرية أو ملك أو أن جنياً يسيطر على جسده ويتحكم في حركاته وتصرفاته. وقد تنتابه هلاوس سمعية أو بصرية يدرك معها أشياء لا وجود لها. بعض المرضى يظهرون أعراضاً كتتونية منها وضع أجسادهم في أوضاع غريبة وشاذة لفترات طويلة أو تتخشب أجسامهم. وفي بعض الأحيان يدخلون في حالة غيبة لا يتحركون أثناءها ولا يستجيبون لأي مؤثر خارجي، أي حالة سكون بدني كامل. وفي بعض الأحيان يكونون في حالة إثارة هوجاء قد يدمرون أو يؤذون من حولهم.
التصرفات هذه غالباً ما يعتقد أنها من فعل الشيطان. وكل حالات الفصام تعتبر مسا بالجن.

مرض الهوس والاكتئاب الذهاني:
كما ذكرت في مرض الفصام قد يظهر المريض توهمات أو هلاوس بالإضافة للأعراض الكتتونية. ويكون المريض مكتئباً بشدة أو متهيجاً يصعب السيطرة عليه.

C- أمراض نفسية:
“psychological illnesses”

اضطراب الكيان ألتفككي “identity disorder ”:
كان يعرف سابقاً باضطراب الشخصية المتعددة.هنا يتكون للمريض كيانان أو شخصيتان أو أكثر تبدوان من وقت لآخر عندما يكون المريض تحت ضغوط نفسية شديدة أو يعاني من حالة صراع مؤلمة. كل شخصية قائمة بذاتها من ناحية الإدراك والتفكير والذاكرة والذات ولا تدرك شيئاً عن الشخصية الأخرى وهنا قد يعتقد أن الشخص متلبس بالجن عند تقمصه الشخصية غير المتعارف عليها.

الاضطراب التحولي “conversion disorder ”:
في هذا الاضطراب يوجد قصور في الوظيفة الحركية أو الحسية توحي بوجود مرض طبي عام أو عصبي. يحدث ذلك عندما يعاني المريض من ضغوط أو صراع قوي.
الأعراض الحسية تشمل فقدان الإحساس أو النظر أو السمع، أما الحركية فتشمل نوبات اختلاجية أو شبه صرعيه قد تفسر على أنها من فعل الجن أو الشيطان.

الاضطراب ألتفككي “dissociative disorder ”:
هنا تحدث للمريض نوبات انشطارية حيث تتفكك القدرات العقلية من إدراك وذاكرة وتفكير والإحساس بالذات والوعي قد تكون مصحوبة بحركات أو تشنجات لا إرادية وتفوهات مبهمة يكون أثناءها المريض مضطرب الوعي. لذلك تعتبر الحالة مسا من الجن.

مثال: شابة جالسة بين أهلها فجأة تسقط على الأرض وتبدو عليها تشنجات أو اختلاجات حركية وتتفوه بكلمات غير مفهومة إلا أنها ليست غائبة الوعي تماما بل مشوشة ولا تستجيب لمن حولها. قد تسكن الحركات العضلية إلا أن المعنية قد تستمر في حالة تشويش في الوعي والتفكير لفترة. وقد تتكرر هذه النوبات في مواقف مختلفة.
قد يعتقد أن هذه الحالة نتيجة المس أو الصرع بالجن. والحقيقة أن هذه الشابة كلما تعرضت لصراع أو ضغط نفسي غير محتمل بالنسبة لها أو غير قادرة على حله أو التعامل معه تدخل في هذه النوبة هرباً من الموقف وحلاً مؤقتاً للصراع.

أرجو أن انوه أن هذه ليست حالة صرع عصبية كبرى ويمكن التفريق بين الاثنين بسهولة بواسطة المتخصص.

الاضطراب ألتفككي ألحلولي “Trance possession ”:
في بعض الأحيان الاضطراب ألتفككي أعلاه قد يأخذ منحى آخر بأن يعتقد المريض أن جنياً قد حل به أو تقمصه وكل ما يبدر منه هو بفعل الشيطان.

هذه الحالات تلعب المعتقدان الثقافية والدينية دوراً كبيراً فيها لأن المجتمع الذي يعيش فيه المريض يؤمن بحلول الجن جسم الإنسان. الفرق بين هذه الحالات ومرض الفصام أن هذه الحالات تظهر على المريض من وقت لآخر يكون بينها طبيعياً، وهنالك تشوش في الوعي أثناء النوبة. والأهم من ذلك لا يوجد تدهور واضح في أداء المريض المهني أو الاجتماعي أو في شخصيته بين النوبات.

اذكر في هذا المجال أن أسرة عمانية أحضرت لي ابنتها الشابة على أن الجني يسكنها ومن وقت لآخر يصرعها فيفقدها رشدها وينتفض كل جسمها ويتحدث بلسانها. وقد أخذوها لمعالج محلي الذي أكد أنها مسكونة بالجني ولكنه فشل في إخراجه من جسدها. أيدت الشابة ما ذكره الأهل وزادت على ذلك بأنها تستطيع استدعاء الجني داخلها لتؤكد لي ما تقول. وفعلاً قامت بالتحديق لفترة في الفضاء أمامها وبعد لحظات بدا بعض التغيير في وعيها وجحظت عيناها وابتدأت ترتجف وتنتفض بأكملها وتهذي بكلمات غير مفهومة. عندها ابتدرتها بسؤالي" من أنت؟" ولدهشتي أجابت الشابة " أنا حيروف."وبسؤالي ماذا يفعل بالصبية، ذكر انه يحرسها ليمنع زواجها من شخص تقدم لزواجها لأنه يحبها ولو أصر الأهل فسوف يقتلها. وفجأة سكنت حركاتها وشيئاً فشيئاً استعادت كامل وعيها, وعند سؤالي لها إذا ما كانت تدري ما حدث لها أجابت بالنفي.

أكد لي الوالد موضوع الخطوبة وبسبب مرض الابنة أجّلوا العرس مرات عديدة. عندها طلبت من الأسرة أن تتركني مع الابنة لدقائق وبعد مغادرتهم الغرفة علمت من المريضة أنها لا تريد الزواج من هذا الشاب بل من آخر إلا أن الأهل رفضوه. وذكرت أن الجني يصيبها كلما تم تحديد موعد للزواج.

هنا اتضح لي أن أمامي حالة اضطراب تفككي تحولي نتيجة لضغوط الأهل في تزويجها ولأنها لا تستطيع الممانعة تحول الصراع داخلها إلى هذه النوبات التي تؤدي إلى التأجيل. واستفادت الشابة بصورة غير واعية من هده النوبات للدرجة التي كان فيها بإمكانها إحداث النوبات ذاتياً وذلك بإدخال نفسها في حالة غيبة انشطارية مصاحبة بالحلول.

قمت بشرح الأمر للوالد وأوضحت له أن مرضها سببه عدم رغبتها في الاقتران بذلك الشخص وأكدت لهم أن المرض سيختفي عند تأكيد الأمر لها. فعلاً أكد الوالد أن الابنة لم تعطهم موافقتها ووعد بأن لا يزوجها ضد رغبتها.

بعد حوالي شهر مرّ على والد الشابة لوحده وذكر أن المرض اختفي نهائياً وان البنت في صحة جيدة وتستعد للزواج من شخص آخر تقدم لها وارتضت به.

مثل هذه الحالات تحدث بكثرة في المجتمعات الريفية وخاصة تلك التي تعتقد بمس الجن ونسبة لأن المريض يؤمن سلفاً بهذا الاعتقاد أو يقوم المعالج بالإيحاء له بذلك وهو في حالة غيبة نفسية فسرعان ما يفعل العقل الباطني ذلك الإيحاء فيؤدي المريض الدور المطلوب بصورة مسرحية دراماتيكية بدون وعي منه.

بعض المعالجين الروحانيين يستطيعون بالممارسة أن يحدثوا ذاتياً هذه الحالة في أنفسهم أو في وسيط متعاون معهم موهمين الحضور أنهم يتصلون بالجن لمعرفة بعض الأشياء الغيبية المتعلقة بالمريض. وكذلك يستطيعون إحداث الحالة عند المريض مستغلين قابلية المريض العالية للإيحاء واعتقاد المريض القوي في قدرتهم على إخراج الجن من أجسادهم.

اضطراب الوسواس القهري “obsessive compulsive disorder ”:
يتصف هذا المرض بوساوس في شكل أفكار أو صور ذهنية أو نزعات مكررة ومستمرة يعيشها المريض من آن لآخر. هذه الوساوس تكون متطفلة وسخيفة أو ساذجة أو كريهة فارضة نفسها على مخ المريض الذي قد يحاول تجاهلها أو كبتها أو تحييدها بأفكار أخرى أو أفعال بدون جدوى وهو يدري أنها من نتاج ذهنه, أي ليست مفروضة عليه من الخارج. وهذه الوساوس تسبب للمريض قلقاً وكرباً شديداً وتنغّص عليه حياته وتؤثر على وظائفه المهنية والدراسية والاجتماعية.

غالباً ما تكون هذه الوساوس ذات طبيعة جنسية أو عدوانية كريهة ومقززة أو أفكار تشككية تستدعي تكرار الفعل أو إعادته مثلاً الغسيل والوضوء، أو المبالغة في التدقيق والترتيب والتنظيم. أو أفكار بتوقع شي مخيف يحدث له أو لشخص عزيز عليه وذلك يزيد من رعبه. التشكك في المسائل الدينية أو الذات الإلهية من أبغض هذه الوساوس للمريض.

علمياً تعزى هذه الوساوس لأسباب وراثية و بيولوجية ونفسية والمريض يدرك أنها من نتاج دماغه وغير مفروضة عليه من الخارج إلا أن التفسير الديني لها والمتقبل من غالبية العامة أنها مس أو وسوسة شيطان تجري في دم المريض لتصل لقلبه فتؤلمه أو قد تتسبب في صرعه إن لم يطيق تحملها.

يعتبر" فرويد" القلق العصابي كصراع لا شعوري بين رغبات " ألهو" الجنسية والعدوانية من جانب وبين رغبات "الأنا" و" الأنا الأعلى" والتي تميل إلى المثاليات وعالم الواقع من جانب آخر. فالتعبير عن رغبات الفرد المكبوتة في اللاوعي بصورة واعية تشكل تهديداً لكيان الفرد لأنها تتعارض مع معايير المجتمع الدينية والثقافية ومثل وأخلاقيات الفرد.

"الأنا" الناضج يستطيع باستغلال آليات دفاعه المختلفة ومن أهمها" الكبت" السيطرة على هذه الرغبات والنزعات والأفكار الغير متقبلة مع إخفائها في العقل الباطني. ولكن أحيانا تضعف عملية الكبت هذه عندما يسترخى العقل الواعي ولذلك تجد هذه الرغبات أو النزعات طريقها لوعى الفرد في شكل أفكار منها الجنسي والعدواني، ألا أن الأنا سريعا ما يستعيد عملية الكبت مرة أخرى فتختفي هذه الأفكار والرغبات الحيوانية عن وعى الفرد. ولكن كثيرا ما تجد هذه الأفكار والرغبات الحيوانية طريقها إلى السطح عندما يكون الأنا في أضعف حالاته لتظهر في أحلام اليقظة أو في أحلام الليل.

المريض الموسوس يتميز بهذه الصراعات الغير واعية أو المكبوتة التي تجعله يعيش في حالة قلق شبه مستمر تضعف من عملية الكبت ولذلك تجد هذه النزعات والأفكار طريقها للخارج لوعي الشخص في شكل وساوس قهرية أو نزعات أو خيالات ذات محتوي جنسي أو عدواني أو شكوك ومخاوف بصورة مستمرة تؤذي أو تزعج الفرد و لذلك يحاول مقاومتها أو تحييدها أو تجاهلها بدون جدوى.

قد يتساءل الطبيب النفسي لماذا تستجيب هذه الوساوس في كل أنحاء العالم للعلاج النفسي المتكامل؟. و لماذا يوقف الشيطان وسوسته بدون قراءة قرآن على المريض غير المسلم؟ وكذلك لماذا لا يستجيب هذا الشيطان في أغلب الأحيان للمطوّع أو الشيخ؟

المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام

عدد المساهمات : 7164
تاريخ التسجيل : 27/06/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى