هل يعرف الجن بما يدور في نفس الانسان من افكار

ضلت فكرة برأسي تصول وتجول منذو زمنا ليس بالقصير وهي مسألة لم يفكربها الكثير من الناس بالطريقة الصحيحه سواء كانوا رقاة او من مختلف الناس العامة والخاصه,
انها مسألة علم الجان لما يدور في نفس الانسان من حديث ولن اقول للغيب لان هذا ليس بغيب فهديت بعد مرور من الزمن الى ماكنت اجهله واشك فيه,وهو ان الجن المتلبس بالانسان يعلم بما يدور في نفس الانسان وبما يوسوس به اذا سمح الله بذلك,وتكون معرفة ذلك عن طريق العدو المبين قرين الانسان,فإن القرين يعلم امورا كثيره يخفيها الانسان في نفسه وهذا امر ليس بالغريب ولكن هناك الكثير من الناس من ينكر هذا ويدعي انه غيب وينطلق الى قول الله تعالى متوشحا(لو كانت الجن تعلم الغيب مالبثت في العذاب الشديد)او(مادلهم على موته الا دابة الارض).
ولكنني سأرد عليهم بعدة نقاط مفيده,
اولا:علم الجن المتلبس بحديث النفس ليس غيبا مطلقا حتى نقول انه ليس هناك من يعلم الغيب غير الله وانما هو غيب نسبي ,ولكي نبين الغيب الذي نفاه الله عن الجن نبينه بالاتي:اذا سألنا احدا من الجان كيف ستكون حياة فلان او علان يوم غد واردنا يفصلها او يضمنها مجمله فإن هذا ليس بمقدوره وانما هذا من اختصاص الله وحده جل ثناؤه وهذا بينه الله تعالى بقوله(وانا لاندري اشر أريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا) واذا سألنا احدا من الجن ماوراء ذلك الجبل او مافي تلك المدينه لعجز ان يأتينا بالخبر دون ان يسارع في المشاهدة عياناويبين الله تخبط الجن عن معرفة الغيب بقوله(وانهم ضنوا كما ضننتم ان لن يبعث الله احدا)وهذا غيب مطلق لا يعرفه الا الله جل ثناؤه وهو الذي نفى عن كل المخلوقات معرفته وايضا اذا اغمض انسان عيناه وسألنا هذا الجني او ذااك عن الشخص اصاحي ام نائم لعجز دون ان يسارع الى القرين بالاستعانه ولله ان يحجب عن القرين ماشاء
ثانيا:لبيان ماحدث للجن في موت سيدنا سليمان عليه السلام فإننا سنجتهد بالقول ان سيدنا سليمان عليه السلام قد حكم الجن واطاعوه ومن لم يطعه ويعصي امره يعاقبه بأشد العقاب وذلك بأمر الله لهذا صارت الجن تهابه وتخشاه حتى بعد موته ولبيان عدم معرفة الجن بموته فإن الجن اضعف من ان تتلبس به او تمس له شعره واحده وكذلك ليس ببعيد ولا غيرب ان قرين سيدنا سليمان قد اسلم كما اسلم قرين نبينا صلى الله عليه وسلم او ان قرينه قد سجن وعذب من جملة الجن والشياطين الذين كان يسجنهم ويعذبهم ولا نستطيع ان نجزم بأنه كان لايملك قرينا لان النبي صلى الله عليه وسلم قد عمم بهذا واستثناء عيسى بن مريم وامه عليهما السلام ولهذه الاسباب التي ذكرتها عن الجن بخصوص موت سيدنا سليمان قبول في المنطق واقرب الى العقل لكي نبني تحليلا سليما في كيفية عدم معرفة الجان موت سيدنا سليمان عليه السلام.
وللتريث قليلا لايراد ادله مقنعه من الكتاب والسنه نقف قليلا,لان مابني على باطل فهو باطل.



قالت تعالى (من شر الوسوس الخناس)والوسوسة في صدر الانسان لها اخذ وعطاء بمعتى انك تتحاور مع الشيطان في نفسك ويأمرك بأشياء وذلك بالمحاججة او الطلب او الترغيب والترهيب...الخ
ومع ان الله امرنا بالاستعاذه فإن الاستعاذة لا تكون الا من امر مضر وكما سماه الله شر فليس بوسعنا الا ان قول فتنة من الله ليختبر عباده,ثم انضر معي الى قول الله تعالى (الشيطان سول لهم واملى لهم)وكلمة املى بمعنى زين وسهل وبسط اي ان الشيطان عندما يصدر امره او طلبه لا يكتفي بهذا الحد ويتوقف عند ماامر به وطلب وانما يرغب بذلك ويحاور الانسان ويقنعه بشتى الوسائل والطرق خصوصا اذا كانت نفسية الانسان ضعيفه وبعيده عن الله.
والدليل على ذلك انني اذا نصحت شخصا بشراء سيارة معينه فإنه لن يقبل بكلامي لاول وهله لكنه سيبادرني بأسئلة كثيره وسيجري فيما بيننا حوار واذا اردت اقناعه بالشراء سأشرح له مزايا هذه السياره ومتعتها وقيمتها وتفاصيل كثيره عنها وبذلك اكون قد تعرفت كثيرا عن شخصيته ونياته وهكذا القرين مع الانسان,ثم تأمل معي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تحدث عن قرينه وقال لا يأمرني الا بخير بمعنى ان القرين لا يأمر الا بشئ يعرفه وايضا طريقة الامر لم تكن عيانا مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا حتى بالسمع من القرين وانما كانت عن طريق الايحاءوالوسوسه,ثم تأمل معي قول النبي صلى الله عليه وسلم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ,ولم يكتفي بالتعوذ من الشيطان الرجيم فقط وانما اضاف الهمز والنفخ والنفث وهؤلاء من الطرق التي يتبعها الشيطان والمكائد التي يصنعها للاستحواذ وهناك الكثير من الدلائل والادله ماتكفي الاثبات في دراية القرين بحديث الانسان مع نفسه سواء من الكتاب والسنه او ماروي عن الصحابه والتابعين وعامة الناس كما انني استغرب عندما ينصح كثيرا من الناس بعدم الاستسلام للشيطان ويقولون هذا من عمل او امر الشيطان واذا قلت له ان الجن المتلبس بالانسان يعلم بما يدور في نفسه من حديث يجحدون ويستنكرون وينكرون وهذا منهم قد يكون بمثابة جهل او بلاده.


ولبيان الكيفية التي يتم بها ارسال المعلومات من القرين الى الجان المتلبس تكون بإحدى طريقتين اما بإرسال سائل لعابي من القرين الى الجن يتضمن معلومات مراده وهي سهله وتعارف عليها عند الجن او تتم عن طريق التخاطب والمحادثه وهذا يتم فيما بينهم بسرعه فائقه وعاليه ثم انه ينشأ من هذه المعلومات ماتتصرف به الجان تجاه نفسها او المسحور سواء على مستوى مزوالة عملها الذي وكلت اليه او على مستوى تنبيهها للهروب من منطقه في الجسد الى منطقه اخرى او التحصن بمواد سحريه ضد اي وصفه علاجيه يقوم المصاب بإستعمالها.
ولدي من تجاربي يثبتاهم ماقلته وسأبينه:عندما كنت مصاب بأسحار حداث ذات مرات ان كنت اسبح الله في نفسي واستغفره واقرأ القرآن ونتج عن ذلك الشعور بالرعشه والاهتزازات في اماكن مختلفه وشعرت بالراحة النفسيه فيما بعد ذلك وخفت حالتي فشرحت هذا الموضوع على اصدقاء لي بسؤالهم هل الجن المتلبس بالانسان يعلم بما يدور في نفسه من حديث وافكار فأنكروني وقالوا انه لا يعلم الغيب الا الله فأردت ان اشرح لهم قليلا من العلم لكنهم بادروني بمقاطعة الاستماع ومغادرة المكان فقررت ان اطرح هذا الموضوع في منتدى الخير للرقية الشرعيه لكن هناك من الرقاة من انكر دراية الجن المتلبس بذلك ومنهم من قال من قال انهم يعرفون ذلك عن طريق القرين ومنهم من قال لي ان هذا اعتقاد شركي ونصحني بكلام جعلني اتخبط فيما قلت تارة واصدقه وتارة استغفر الله على ماقلته.
اما التجربة الثانيه انني ذات يوم حدثت نفسي-فقط-ان اذهب الى احد الرقاة ليرقيني وبينما انا في طريقي للذهاب اليه شعرت حين ذاك مباشرة بوخز كوخز الابر في معضم مساحة جسدي وكان يفسره كثيرا من الرقاة انذاك بدخول الجان الجسد في حال هذه الوخز لكن تبين لي فيما بعد من شيخنا ابو همام الراقي-حفظه الله- ان ذلك الوخز ناتج عن خروج الجن من الجسد ومغادرته
اما التجربة البارزة والتي بينت لي كثيرا مما اريد معرفته هو عندما كنت اقوم بقراءة القرآن بقصد الرقية على نفسي كانت الجن تردع وتتأخر فتخف حالي بعد الرقيه وفي اي وقت افكر واقارن به بين ماكانت عليه حالتي قبل الرقيه وكيف صارت بعد الرقيه واتذكر اعراض الاصابة التي كانت تشملني الا وتبدأهذه الاعراض بالضهور من جديد وتعود لما كانت عليه سابقا وهذا ماكان يتم الا عن طريق القرين الذي يسترق حديثي مع نفسي فيرسلها الى الخدام ليزاولوا عملهم الذي وكلوا اليه والذي جائوا من اجله فقد كان تفكيري وتذكري بمثابةتذكيرللجن للعودة الى ماكانوا عليه واني لانصح كل مصاب بهذا الخصوص ان لا يتذكر اي شئ فيه من اصابة الجان واحوالها.



ومن الدلائل الاخرى التي نقتنع بها ان الشيطان يدخل مع الانسان في حوار مع نفسه (الانسان) قوله تعالى(فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهم ما ووري عنهما من سوءاتهما وقال-عن طريق الوسوسه-مانهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين)ثم قال تعالى(وقاسمهما اني لكما من الناصحين)والضاهر من خلال الاية ان القسم والحلف لم يأتي الا بعد الامتناع مما يدل على ان الانسان يتحاور مع الجن في حوارا نفسيا خفيا,وقال تعالى (فدلاهما بغرور)اي اخرجهما عن طاعة الله بغرور بعد الشرح والبيان.
وقد ثبت ان للجن ذكاء عالي وعلم وبيان فمنهم علماء الكيمياء ومنهم علماء الفيزياء والذره ...الخ ومايبت انهم اصحاب علم قول الله تعالى(وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة انهم لمحضرون)اي ان الجن لها من العلم مايكفي ان تقر بأن العقوبة للكافرين جهنم ولها من العلم مايبين ان ليس بينها وبين الله نسب,ولهم مراتب كبيره من العلم يؤدي بهم الى الصناعه كما قال تعالى(يصنعون له مايشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات).
وهناك طريقة اخى يمكننا ان نتخذها بالحسبان وان نطرحها في محل احتمال غير بعيد عن كيفية علم القرين بما يدور في نفس الانسان من حديث وافكاروهي الحركات والاشارات اللا ارادية التي يصدرها مركز الجهاز العصبي(المخ)والتي تترجم في طياتها اي فعل من الانسان قبل وقوعه او بعد وقوعه وفي هذا يمكن للقرين استغلاله في الامور اليسيرة اليه.هذا والله اعلم وان اصبنا فمن الله وان اخطئنا فمن انفسنا والشيطان.

زادك الله علمنا وبارك فيك ووسع عليك

حلوووو

جميل